فصل: وفي يوم الجمعة سادس شهر رمضان نودي أن يجتمع الناس بالصناجق

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


وفي هذه السنة استجد بمدينة حلب قاض مالكي وقاض حنبلي فولي قضاء المالكية بها شهاب الدين أحمد بن ياسين الرباحي وتولى قضاء الحنابلة بها شرف الدين أبو البركات موسى بن فياض ولم يكن قبل ذلك مالكي ولا حنبلي وذلك في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة‏.‏

وفي يوم الثلاثاء أول المحرم سنة تسع وأربعين وسبعمائة قبض على الشيخ علي الكسيح نديم الملك المظفر حاجي وضرب بالمقارع والكسارات ضربًا عظيمًا وقلعت أسنانه وأضراسه شيئًا بعد شيء في عدة أيام ونوع له العذاب أنواعًا حتى هلك‏.‏

وكان بشع المنظر له حدبة في ظهره وحدبة في صدره كسيحًا لا يستطيع القيام وإنما يحمل على ظهر غلامه‏.‏

وكان يلوذ بألجيبغا المظفري فعرف به ألجيبغا الملك المظفر حاجيًا فصار يضحكه‏.‏

وأخرج المظفر حرمه عليه وعاقره الشراب فوهبته الحظايا شيئًا كثيرًا‏.‏

ثم زوجه الملك المظفر بإحدى حظاياه وصار يسأله عن الناس فينقل له أخبارهم على ما يريد وداخله في قضاء الأشغال‏.‏

فخافه الأمراء وغيرهم خشية لسانه وصانعوه بالمال حتى كثرت أمواله بحيث إنه كان إذا دخل خزانة الخاص لا بد أن يعطيه ناظر الخاص منها شيئًا له قدر ويدخل عليه ناظر الخاص حتى يقبله منه‏.‏

وإنه إذا دخل إلى النائب أرقطاي استعاذ أرقطاي من شره ثم قام له وترحب به وسقاه مشروبًا وقضى شغله الذي جاء بسببه وأعطاه ألف درهم من يده وآعتذر له فيقول النائب‏:‏ هاأنا داخل إلى ابني السلطان وأعرفه إحسانك إلي‏.‏

فلما دالت دولة الملك المظفر عني به ألجيبغا إلى أن شكاه عبد العزيز العجمي - أحد أصحاب الأمير آق سنقر - على مال أخذه منه لما قبض عليه غرلو بعد قتل آق سنقر حتى خلصه منه‏.‏

فتذكر أهل الدولة وسلموه إلى الوالي فعاقبه واشتد عليه الوزير منجك حتى أهلكه‏.‏

وفي المحرم هذا وقعت الوحشة ما بين النائب بيبغا أرس وبين شيخون ثم دخل بينهما منجك الوزير حتى أصلح ما بينهما‏.‏

ثم في يوم الإثنين ثالث شهر ربيع الأول عزل الأمير منجك عن الوزارة‏.‏

وسببه أن علم الدين عبد الله بن زنبور ناظر الخاص قدم من الإسكندرية بالحمل على العادة فوقع الاتفاق على تفرقته على الأمراء فحمل إلى النائب منه ثلاثة آلاف دينار وإلى شيخون ثلاثة آلاف دينار وللجماعة من الأمراء كل واحد ألفا دينار وهم بقية أمراء المشورة ولجماعة الأمراء المقدمين كل واحد ألف دينار‏.‏

فامتنع شيخون من الأخذ وقال‏:‏ أنا ما يحل لي أن اخذ من هذا شيئًا‏.‏

ثم قدم حمل قطيا وهو مبلغ سبعين ألف درهم وكانت قطيا قد أرصدت لنفقة المماليك فأخذ الوزير منجك منها أربعين ألف درهم وزعم أنها كانت له قرضًا في نفقة المماليك‏.‏

فوقفت المماليك إلى الأمير شيخون وشكوا الوزير بسببها فحدث الأمير شيخون الوزير في رد ما أخذه فلم يفعل وأخذ في الحط على ابن زنبور ناظر الخواص وأنه يأكل المال جميعه وطلب إضافة نظر الخاص له مع الوزارة والأستادارية‏.‏

وألح في ذلك عدة أيام فمنعه شيخون من ذلك وشد من أزر ابن زنبور وقام بالمحاققة عنه وغضب منجك بحضرة الأمراء في الخدمة‏.‏

فمنع النائب بيبغا أروس الوزير منجك من التحدث في الخاص‏.‏

وانقض المجلس وقد تنكر كل منهما على الآخر‏.‏

وكثرت القالة بالركوب على النائب ومنجك حتى بلغهما ذلك فطلب النائب الإعفاء من النيابة وإخراج أخيه منجك من الوزارة وأبدأ وأعاد حتى كثر الكلام‏.‏

ووقع الاتفاق على عزل منجك من الوزارة واستقراره أستادارًا على حاله وشادًا على عمل الجسور في النيل‏.‏

وطلب أسندمر العمري المعروف برسلان بصل من كشف الجسور ليتولى الوزارة فحضر وخلع عليه في يوم الإثنين رابع عشرينه‏.‏

وفيه أخرج الأمير أحمد شاد الشراب خاناه إلى نيابة صفد وسبب ذلك أنه كان كبر في نفسه وقام مع المماليك على الملك المظفر حاجي حتى قتل‏.‏

ثم أخذ في تحريك الفتنة وآتفق مع ألجيبغا وطنيرق على الركوب‏.‏

فبلغ بيبغا أرس النائب الخبر فطلب الإعفاء من النيابة وذكر ما بلغه وقال‏:‏ ‏"‏ إن أحمد صاحب فتن ولا بد من إخراجه من بيننا ‏"‏ فطلب أحمد وخلع عليه وأخرج من يومه‏.‏

ثم في يوم الأربعاء سادس عشرين ربيع الأول أنعم على الأمير منجك اليوسفي بتقدمة أحمد شاد الشراب خاناه‏.‏

ثم في الغد يوم الخميس امتنع النائب من الركوب في الموكب وأجاب بأنه ترك النيابة فطلب إلى الخدمة وسئل عن سبب ذلك فذكر أن الأمراء المظفرية تريد إقامة الفتنة وتبيت خيولهم في كل ليلة مشدودة وقد اتفقوا على مسكه وأشار لألجيبغا وطنيرق‏.‏

فأنكرا ما ذكر النائب عنهما فحاققهما الأمير أركون الكاملي أن ألجيبغا واعده بالأمس على الركوب في غد وقت الموكب ومسك النائب ومنجك‏.‏

فعتب عليهما الأمراء فاعتذرا بعذر غير مقبول وظهر صدق ما نقله النائب فخلع على ألجيبغا بنيابة طرابلس وعلى طنيرق بإمرة في دمشق وأخرجا من يومهما‏.‏

فقام في أمر طنيرق صهره الأمير طشتمر طلليه حتى أعفي من السفرة وتوجه ألجيبغا إلى طرابلس في ثامن شهر ربيع الآخر من السنة بعد ما أمهل أيامًا‏.‏

واستمر منجك معزولًا إلى أن أعيد إلى الوزر في يوم الإثنين خامس عشر شهر ربيع الآخر باستعفاء أسندمر العمري لتوقف أحوال الوزارة‏.‏

وفيه أيضًا أخرج من الأمراء المظفرية لاجين العلائي وطيبغا المظفري ومنكلي بغا المظفري وفرقوا ببلاد الشام‏.‏

ثم قدمت تقدمة الأمير أرغون شاه نائب الشام زيادة عما جرت به العادة وهي مائة وأربعون فرسًا بعبي تدمرية فوقها أجلة أطلس ومقاود سلاسلها فضة ولواوين بحلق فضة وأربعة قطر هجن بمقاود حرير وسلاسل فضة وذهب وأكوارها مغشاة بذهب وأربعة كنابيش ذهب عليها ألقاب السلطان وتعابي قماش مبقجة من كل صنف ولم يدع أحدًا من الأمراء المقدمين ولا من أرباب الوظائف حتى الفراش ومقدم الإسطبل ومقدم الطبلخاناه والطباخ حتى بعث إليهم هدية‏.‏

فخلع على مملوكه عدة خلع وكتب إليه بزيادة على إقطاعه ورسم له بتفويض حكم الشام جميعه إليه يعزل ويولي من يختار‏.‏

وفيه أنعم علي خليل بن قوصون بإمرة طبلخاناه وأنعم أيضًا على ابن المجدي بإمرة طبلخاناه وأنعم على أحد أولاد منجك الوزير بإمرة مائة وتقدمة ألف‏.‏

ثم في ثالث ذي الحجة أخرج طشبغا الدوادار إلى الشام‏.‏

وسببه مفاوضة جرت بينه وبين القاضي علاء الدين علي بن فضل الله كاتب السر أفضت به إلى أن أخذ طشبغا بأطواق كاتب السر ودخلا على الأمير شيخون كذلك فأنكر شيخون على طشبغا ورسم بإخراجه وعمل مكانه قطليجا الأرغوني دوادارًا‏.‏

ثم رسم للأمير بيغرا أمير جاندار أن يجلس رأس ميسرة واستقر الأمير أيتمش الناصري حاجب الحجاب أمير جاندار عوضه واستقر الأمير قبلاي حاجب الحجاب عوضًا عن أيتمش‏.‏

وكانت هذه السنة أعني سنة تسع وأربعين وسبعمائة كثيرة الوباء والفساد بمصر والشام من كثرة قطع الطريق وولاية الأمير منجك جميع أعمال المملكة بالمال وآنفراده وأخيه بيبغا أرس بتدبير المملكة‏.‏

ومع هذا كان فيها أيضًا الوباء لم يقع مثله في سالف الأعصار فإنه كان ابتدأ بأرض مصر آخر أيام التخضير في فصل الخريف في أثناء سنة ثمان وأربعين‏.‏

فما أهل المحرم سنة تسع وأربعين حتى اشتهر وآشتد بديار مصر في شعبان ورمضان وشوال وارتفع في نصف ذي القعدة‏.‏

فكان يموت بالقاهرة ومصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف نفس ‏"‏ إلى عشرين ألف نفس ‏"‏ في كل يوم‏.‏

وعملت الناس التوابيت والدكك لتغسيل الموتى للسبيل بغير أجرة وحمل أكثر الموتى على ألواح الخشب وعلى السلالم والأبواب وحفرت الحفائر وألقيت فيها الموتى فكانت الحفيرة يدفن فيها الثلاثون والأربعون وأكثر‏.‏

وكان الموت بالطاعون يبصق الإنسان لحمًا ثم يصيح ويموت ومع هذا عم الغلاء الدنيا جميعها‏.‏

ولم يكن هذا الوباء كما عهد في إقليم دون إقليم بل عم أقاليم الأرض شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا جميع أجناس بني آدم وغيرهم حتى حيتان البحر وطير السماء ووحش البر‏.‏

وكان أول آبتدائه من بلاد القان الكبير حيث الإقليم الأول وبعدها من تبريز إلى آخرها ستة أشهر وهي بلاد الخطا والمغل وأهلها يعبدون النار والشمس والقمر وتزيد عدتهم على ثلاثمائة جنس‏.‏

فهلكوا بأجمعهم من غير علة في مشاتيهم ومصايفهم وعلى ظهور خيلهم وماتت خيولهم وصاروا جيفة مرمية فوق الأرض وكان ذلك في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة‏.‏

ثم حملت الريح نتنهم إلى البلاد فما مرت على بلد إلا وساعة شمها إنسان أو حيوان مات لوقته فهلك من أجناد القان خلائق لا يحصيها إلا الله تعالى‏.‏

ثم هلك القان وأولاده الستة ولم يبق بذلك الإقليم من يحكمه‏.‏

ثم اتصل الوباء ببلاد الشرق جميعها‏:‏ بلاد أزبك وبلاد إسطنبول وقيصرية الروم ثم دخل أنطاكية حتى أفنى من بها‏.‏

وخرج جماعة من بلاد أنطاكية فارين من الموت فماتوا بأجمعهم في طريقهم ثم عم الوباء جبال ابن قرمان وقيصرية ففني أهلها ودوابهم ومواشيهم‏.‏

فرحلت الأكراد خوفًا من الموت فلم يجدوا أرضًا إلا وفيها الموت فعادوا إلى أرضهم وماتوا جميعًا‏.‏

ثم وقع ذلك ببلاد سيس فمات لصاحبها تكفور في يوم واحد بموضع مائة وثمانون نفسًا وخلت سيس‏.‏

ثم وقع في بلاد الخطا مطر عظيم لم يعهد مثله في غير أوانه فماتت دوابهم ومواشيهم عقيب ذلك المطر حتى فنيت‏.‏

ثم مات الناس والوحوش والطيور حتى خلت بلاد الخطا وهلك ستة عشر ملكًا في مدة ثلاث أشهر‏.‏

وأفني أهل الصين حتى لم يبق منهم إلا القليل ثم وقع ببغداد أيضًا فكان الإنسان يصبح وقد وجد بوجهه طلوعًا فما هو إلا أن يمد يده على موضع الطلوع فيموت في الوقت‏.‏

وكان أولاد دمرادش قد حصروا الشيخ حسنًا صاحب بغداد ففجأهم الموت في عسكرهم من وقت المغرب إلى باكر النهار إلى الغد فمات منهم عدد كثير نحو الألف ومائتي رجل وستة أمراء وحوادث كثيرة فكتب الشيخ حسن صاحب بغداد بذلك إلى سلطان مصر‏.‏

ثم في أول جمادى الأولى ابتدأ الوباء بمدينة حلب ثم بالبلاد الشامية كلها وبلاد ماردين وجبالها وجميع ديار بكر وأفنى بلاد صفد والقدس والكرك ونابلس والسواحل وعربان البوادي حتى إنه لم يبق ببلد جينين غير عجوز واحدة خرجت منها فارة‏.‏

وكذلك وقع بالرملة وغيرها وصارت الخانات ملآنة بجيف الموتى‏.‏

ولم يدخل الوباء معرة النعمان من بلاد الشام ولا بلد شيزر ولا حارم‏.‏

وأول ما بدأ بدمشق كان يخرج خلف أذن الإنسان بثرة فيخر صريعًا‏.‏

ثم صار يخرج للإنسان كبة تحت إبطه فيموت أيضًا سريعًا‏.‏

ثم خرجت بالناس خيارة فقتلت خلقًا كثيرًا‏.‏

ثم صار الآدمي يبصق لحمًا ويموت من وقته فاشتد الهول من كثرة الموت حتى إنه أكثر ما كان يعيش من يصيبه ذلك خمسين ساعة‏.‏

وبلغ عدة من يموت في كل يوم بمدينة حلب خمسمائة إنسان ومات بمدينة غزة في ثاني المحرم إلى رابع صفر - على ما ورد في كتاب نائبها - زيادة على اثنين وعشرين ألف إنسان حتى غلقت أسواقها‏.‏

وشمل الموت أهل الضياع بها وكان آخر زمان الحرث‏.‏

فكان الرجل يوجد ميتًا خلف محراثه ويوجد آخر قد مات وفي يده ما يبذره‏.‏

ثم ماتت أبقارهم وخرج رجل بعشرين رأس بقر لإصلاح أرضه فماتوا واحدًا بعد واحد وهو يراهم يتساقطون قدامه فعاد إلى غزة‏.‏

ودخل ستة نفر لسرقة دار بغزة فأخذوا ما في الدار ليخرجوا به فماتوا بأجمعهم‏.‏

وفر نائبها إلى ناحية بدعرش وترك غزة خالية‏.‏

ومات أهل قطيا وصارت جثثهم تحت النخل وعلى الحوانيت حتى لم يبق بها سوى الوالي وغلامين وجارية عجوز‏.‏

وبعث الوالي يستعفي فولى الوزير عوضه مبارك أستادار طغجي‏.‏

ثم عم الوباء بلاد الفرنج وابتدأ في المواشي ثم في الأطفال والشباب‏.‏

فلما شنع الموت فيهم جمع أهل قبرس من في أيديهم من أسرى المسلمين وقتلوهم جميعًا من بعد العصر إلى المغرب خوفًا من أن تفرغ الفرنج فتملك المسلمون قبرس‏.‏

فلما كان بعد العشاء الأخير هبت ريح شديدة وحدثت زلزلة عظيمة وامتد البحر في المدينة نحو مائة قصبة فغرق كثير من مراكبهم وتكسرت‏.‏

فظن أهل قبرس أن الساعة قامت فخرجوا حيارى لا يدرون ما يصنعون‏.‏

ثم عادوا إلى منازلهم فإذا أهاليهم قد ماتوا وهلك لهم في هذا الوباء ثلاثة ملوك‏.‏

واستمر الوباء فيهم مدة أسبوع فركب منهم ملكهم الذي ملكوه رابعًا في جماعة في المراكب يريدون جزيرة بالقرب منهم فلم يمض عليهم في البحر إلا يوم وليلة ومات أكثرهم في المراكب ووصل باقيهم إلى الجزيرة فماتوا بها عن آخرهم‏.‏

ووافى هذه الجزيرة بعد موتهم مركب فيها تجار فماتوا كلهم وبخارتهم إلا ثلاثة عشر رجلًا فمروا إلى قبرس فوصلوها وقد بقوا أربعة نفر فلم يجدوا بها أحدًا فساروا إلى طرابلس وحدثوا بذلك فلم تطل مدتهم بها وماتوا‏.‏

وكانت المراكب إذا مرت بجزائر الفرنج لا تجد ركابها بها أحدًا وإن صدفت في بعضها جماعة فإنهم يدعونهم أن يأخذوا من أصناف البضائع ما أحبوا بغير ثمن‏.‏

ولكثرة من كان يموت عندهم صاروا يلقون الأموات في البحر‏.‏

وكان سبب الموت عندهم ريح تمر على البحر فساعة يشمها الإنسان سقط ولا يزال يضرب برأسه إلى الأرض حتى يموت‏.‏

وقدمت مراكب إلى الإسكندرية وكان فيها اثنان وثلاثون تاجرًا وثلاثمائة رجل ما بين تجار وعبيد فماتوا كلهم ولم يصل منهم غير أربعة من التجار وعبد واحد ونحو أربعين من البحارة‏.‏

وعم الموت جزيرة الأندلس بكمالها إلا مدينة غرناطة فإنهم نجوا ومات من عداهم حتى إنه لم يبق للفرنج من يمنع أموالهم فأتتهم العرب من إفريقية تريد أخذ الأموال إلى أن صاروا على نصف يوم منها فمرت بهم ريح فمات منهم على ظهور الخيل جماعة كثيرة ودخلها باقيهم فرأوا من الأموات ما هالهم وأموالهم ليس لها من يحفظها فأخذوا ما قدروا عليه وهم يتساقطون موتى‏.‏

فنجا من بقي منهم بنفسه وعادوا إلى بلادهم وقد هلك أكثرهم والموت قد فشا بأرضهم أيضًا بحيث إنه مات منهم في ليلة واحدة عمد كثير‏.‏

وعم الموتان أرض إفريقية بأسرها جبالها وصحاريها ومدنها وجافت من الموتى وبقيت أموال العربان سائبة لا تجد من يرعاها‏.‏

ثم أصاب الغنم داء فكانت الشاة إذا ذبحت وجد لحمها منتنًا قد اسود وتغير وماتت المواشي بأسرها‏.‏

ثم وقع الوباء بأرض برقة إلى الإسكندرية فصار يموت في كل يوم مائة‏.‏

ثم صار يموت مائتان وعظم عندهم حتى إنه صلي في اليوم الواحد بالجامع دفعة واحدة على سبعمائة جنازة‏.‏

وصاروا يحملون الموتى على الجنويات والألواح وغلقت دار الطراز لعدم الصناع وغلقت دار الوكالة لعدم الواصل إليها وغلقت الأسواق وأريق ما بها من الخمور‏.‏

وقدمها مركب فيه إفرنج فأخبروا أنهم رأوا بجزيرة طرابلس مركبًا عليه طير تحوم في غاية الكثرة فقصدوه فإذا جميع من فيها ميت والطير يأكلهم وقد مات من الطير أيضًا شيء كثيرة فتركوهم ومروا فما وصلوا إلى الإسكندرية حتى مات منهم زيادة على ثلثهم‏.‏

ثم وصل إلى مدينة دمنهور وتروجة والبحيرة كلها حتى عم أهلها وماتت دوابهم ومواشيهم‏.‏

وبطل من البحيرة سائر الضمانات‏.‏

وشمل الموت أهل البرلس ونستراوة وتعطل الصيد من البحيرة بموت الصيادين‏.‏

فكان يخرج في المركب عدة صيادين فيموت أكثرهم ويعود من بقي منهم فيموت بعد عوده من يومه هو وأولاده وأهله‏.‏

ووجد في حيتان البطارخ شيء منتن وفيه على رأس البطارخة كبة منتنة قدر البندقة قد آسودت‏.‏

ووجد في جميع زراعات البرلس وبلحها دود وتلف أكثر تمر النخل عندهم‏.‏

وصارت الأموات على الأرض في جميع الوجه البحري لا يوجد من يدفنها‏.‏

ثم عظم الوباء بالمحلة حتى إن الوالي كان لا يجد من يشكو إليه وكان القاضي إذا أتاه من يريد الإشهاد على شخص لا يجد من العدول أحدًا إلا بعد عناء لقلتهم‏.‏

وصارت الفنادق لا تجد من يحفظها‏.‏

وماتت الفلاحون بأسرهم إلا القليل فلم يوجد من يضم الزرع‏.‏

وزهد أرباب الأموال في أموالهم وبذلوها للفقراء فبعث الوزير منجك إلى الغربية كريم الدين ابن الشيخ مستوفي الدولة ومحمد بن يوسف مقدم الدولة فدخلوا على سنباط وسمنود وبوصير وسنهور وأبشيه ونحوها من البلاد وأخذوا مالًا كثيرًا لم يحضروا منه سوى ستين ألف درهم‏.‏

وعجز أهل بلبيس وسائر الشرقية عن ضم الزرع لكثرة موت الفلاحين‏.‏

وكان ابتداء الوباء عندهم من أول فصل الصيف الموافق لأثناء شهر ربيع الآخر من سنة تسع وأربعين وسبعمائة‏.‏

فجافت الطرقات بالموتى ومات سكان بيوت الشعر ودوابهم ومواشيهم‏.‏

وامتلأت مساجد بلبيس وفنادقها وحوانيتها بالموتى ولم يبق مؤذن وطرحت الموتى بجامعها وصارت الكلاب فيه تأكل الموتى‏.‏

ثم قم الخبر من دمشق أن الوباء كان بها أخف مما كان بطرابلس وحماة وحلب فلما دخل شهر رجب والشمس في برج الميزان أوائل فصل الخريف هبت في نصف الفيل ريح شديدة جدًا واستمرت حتى مضى من النهار قدر ساعتين فآشتدت الظلمة حتى كان الرجل لا يرى من بجانبه ثم انجلت وقد علت وجوه الناس صفرة ظاهرة في وادي دمشق كله‏.‏

وأخذ فيهم الموت مدة شهر رجب فبلغ في اليوم ألفًا ومائتي إنسان‏.‏

وبطل إطلاق الموتى من الديوان وصارت الأموات مطروحة في البساتين على الطرقات‏.‏

فقدم على قاضي القضاة تقي الدين السبكي قاضي دمشق رجل من جبال الروم وأخبر أنه لما وقع الوباء ببلاد الروم رأى في نومه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه ما نزل بالناس من الفناء فأمره صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم‏:‏ اقرأوا سورة نوح ثلاثة آلاف وثلاثمائة وستين مرة واسألوا الله في رفع ما أنتم فيه فعرفهم ذلك فاجتمع الناس في المساجد وفعلوا ما ذكر لهم وتضرعوا إلى الله تعالى وتابوا إليه من ذنوبهم وذبحوا أبقارًا وأغنامًا كثيرة للفقراء مدة سبعة أيام والفناء يتناقص كل يوم حتى زال‏.‏

فلما سمع القاضي والنائب ذلك نودي بدمشق باجتماع الناس بالجامع الأموي فصاروا به جمعًا كبيرًا وقرأوا ‏"‏ صحيح البخاري ‏"‏ في ثلاثة أيام وثلاث ليال‏.‏

ثم خرج الناس كافة بصبيانهم إلى المصلى وكشفوا رؤوسهم وضجوا بالدعاء وما زالوا على ذلك ثلاثة أيام فتناقص الوباء حتى ذهب بالجملة‏.‏

وكان ابتداؤه بالقاهرة ومصر في النساء والأطفال ثم بالباعة حتى كثر عدد الأموات فركب السلطان إلى سرياقوس وأقام بها من أول شهر رجب إلى العشرين منه وقصد العود إلى القلعة فأشير عليه بالإقامة في سرياقوس وصوم رمضان بها‏.‏

ثم قدم كتاب نائب حلب بأن بعض أكابر الصلحاء رأى النبي في نومه فشكا إليه ما نزل بالناس من الوباء فأمره صلى الله عليه وسلم بالتوبة والدعاء بهذا الدعاء المبارك وهو‏:‏ اللهم سكن هيبة صدمة قهرمان الحروب بألطافك النازلة الواردة من فيضان الملكوت حتى نتشبث بأذيال لطفك ونعتصم بك عن إنزال قهرك يا ذا القوة والعظمة الشاملة والقدرة الكاملة يا ذا الجلال والإكرام‏.‏

وأنه كتب بها عدة نسخ بعث بها إلى حماة وطرابلس ودمشق‏.‏

وفي شعبان تزايد الوباء بديار مصر وعظم في شهر رمضان وقد دخل فصل الشتاء فرسم بالاجتماع في الجوامع للدعاء‏.‏

 وفي يوم الجمعة سادس شهر رمضان نودي أن يجتمع الناس بالصناجق

الخليفتية والمصاحف عند قبة النصر خارج القاهرة فآجتمع الناس بعامة جوامع مصر والقاهرة وخرج المصريون إلى مصلى خولان بالقرافة واستمر قراءة البخاري بالجامع الأزهر وغيره عدة أيام والناس يدعون إلى الله تعالى ويقنتون في صلواتهم‏.‏

ثم خرجوا إلى قبة النصر وفيهم الأمير شيخون والوزير منجك اليوسفي والأمراء بملابسهم الفاخرة من الذهب وغيره في يوم الأحد ثامن شهر رمضان‏.‏

ومات في ذلك اليوم الرجل الصالح سيدي عبد الله المنوفي تغمده الله برحمته وأعاد علينا من بركاته فصلى عليه ذلك الجمع العظيم وعاد الأمراء إلى سرياقوس وأنفق الجمع‏.‏

واشتد الوباء بعد ذلك حتى عجز الناس عن حصر الموتى‏.‏

فلما انقضى شهر رمضان حضر السلطان من سرياقوس‏.‏

وحدث في الناس في شوال نفث الدم فكان الإنسان يحس في نفسه بحرارة ويجد غثيانًا فيبصق دمًا ويموت عقيبه ويتبعه أهل داره واحدًا بعد واحد حتى يفنوا جميعًا بعد ليلة أو ليلتين فلم يبق أحد إلا وغلب على ظنه أنه يموت بهذا الداء‏.‏

وآستعد الناس جميعًا وأكثروا من الصدقات وتحاللوا وأقبلوا على العبادة‏.‏

ولم يحتج أحد في هذا الوباء إلى أشربة ولا أدوية ولا أطباء لسرعة الموت‏.‏

فما انتصف شوال إلا والطرقات والأسواق قد امتلأت بالأموات فانتدب جماعة لمواراتهم وانقطع جماعة للصلاة عليهم‏.‏

وخرج الأمر عن الحد ووقع العجز عن العدد وهلك أكثر أجناد الحلقة وخلت الطباق بالقلعة من المماليك السلطانية لموتهم‏.‏

فما أهل ذو القعدة إلا والقاهرة خالية مقفرة لا يوجد بشوارعها مار بحيث إنه يمر الإنسان من باب زويلة إلى باب النصر فلا يرى من يزاحمه لاشتغال الناس بالموتى‏.‏

وعلت الأتربة على الطرقات وتنكرت وجوه الناس وامتلأت الأماكن بالصياح فلا تجد بيتًا إلا وفيه صيحة ولا تمر بشارع إلا وترى فيه عدة أموات‏.‏

وصلي في يوم الجمعة بعد الصلاة على الأموات بالجامع الحاكمي فصفت التوابيت اثنين اثنين من باب مقصورة الخطابة إلى باب الجامع ووقف الإمام على العتبة والناس خلفه خارج الجامع‏.‏

وخلت أزقة كثيرة وحارات عديدة من الناس وصار بحارة برجوان اثنتان وأربعون دارًا خالية‏.‏

وبقيت الأزقة والحروب المتعددة خالية وصارت أمتعة أهلها لا تجد من يأخذها وإذا ورث إنسان شيئًا انتقل في يوم واحد عنه لرابع وخامس‏.‏

وحصرت عدة من صلي عليه بالمصليات التي خارج باب النصر وباب زويلة وباب المحروق وتحت القلعة ومصلى قتال السبع تجاه باب جامع قوصون في يومين فبلغت ثلاث عشرة ألفًا وثمانمائة سوى من مات في الأسواق والأحكار وخارج باب البحر وعلى الدكاكين وفي الحسينية وجامع ابن طولون ومن يتأخر دفنه في البيوت‏.‏

ويقال‏:‏ بلغت عدة الأموات في يوم واحد عشرين ألفًا وحصرت الجنائز بالقاهرة فقط في مدة شعبان ورمضان فكانت تسعمائة ألف سوى من مات بالأحكار والحسينية والصليبة وباقي الخطط خارج القاهرة وهم أضعاف ذلك‏.‏

وعدمت النعوش وكانت عدتها ألفًا وأربعمائة نعش فحملت الأموات على الأقفاص ودراريب الحوانيت وصار يحمل الاثنان والثلاثة في نعش واحد وعلى لوح واحد‏.‏

وطلبت القراء على الأموات فأبطل كثير من الناس صناعاتهم وانتدبوا للقراءة على الجنائز‏.‏

وعمل جماعة مدراء وجماعة غسالًا وجماعة تصدوا لحمل الأموات فنالوا بذلك جملًا مستكثرة وصار المقرىء يأخذ عشرة دراهم وإذا وصل الميت إلى المصلاة تركه وانحرف لآخر‏.‏

وصار يأخذ الحمال ستة دراهم بعد الدخلة عليه وصار الحفار يأخذ أجرة حفر كل قبر خمسين درهمًا فلم يمتع أكثرهم بذلك وماتوا‏.‏

ودخلت امرأة غاسلة لتغسل امرأة فلما جردتها من ثيابها ومرت بيدها على موضع الكبة صاحت الغاسلة وسقطت ميتة فوجدوا في بعض أصابعها التي لمست بها الكبة كبة قدر الفولة‏.‏

وصار الناس يبيتون بموتاهم في الترب لعجزهم عن تواريهم‏.‏

وكان أهل البيت يموتون جميعًا وهم عشرات فلا يوجد لهم سوى - نعش واحد ينقلون فيه شيئًا بعد شيء‏.‏

وأخذ كثير من الناس دورًا وأموالًا بغير استحقاق لموت مستحقيها فلم يتمل أكثرهم بما أخذ حتى وقام الأمير شيخون العمري والأمير مغلطاي أمير آخور بتغسيل الأموات وتكفينهم ودفنهم وبطل الأذان من عدة مواضع وبقي في المواضع المشهورة يؤذن واحد‏.‏

وبطلت أكثر طبلخاناة الأمراء وصار في طبلخانة الأمير شيخون ثلاثة نفر بعد خمسة عشر نفرًا‏.‏

وغلقت أكثر المساجد والزوايا‏.‏

وقيل إنه ما ولد لأحد في هذا الوباء إلا ومات الولد بعد يوم أو يومين ولحقته أمه‏.‏

ثم شمل في آخر السنة الوباء بلاد الصعيد بأسرها ولم يدخل الوباء ثغر أسوان ولم يمت به سوى أحد عشر إنسانًا‏.‏

ووجدت طيور كثيرة ميتة في الزروع ما بين غربان وحدأة وغيرها من سائر أصناف الطيور‏.‏

فكانت إذا نتفت وجد فيها أثر الكبة‏.‏

وتواترت الأخبار من الغور وبيسان وغير ذلك أنهم كانوا يجدون الأسود والذئاب وحمر الوحش وغيرها من الوحوش ميتة وفيها أثر الكبة‏.‏

وكان ابتدأ الوباء أول أيام التخضير فما جاء أوان الحصاد حتى فنوا الفلاحون ولم يبق منهم إلا القليل فخرج الأجناد بغلمانهم للحصاد ونادوا‏:‏ من يحصد يأخذ نصف ما حصد‏.‏

فلم يجدوا واحدا وغرسوا غلالهم على خيولهم وفزوها بأيديهم وعجزوا عن غالب الزرع فتركوه‏.‏

وكان الإقطاع الواحد يصير من واحد إلى واحد حتى إلى السابع والثامن فأخذ إقطاعات الأجناد أرباب الصنائع من الخياطين والأساكفة وركبوا الخيول ولبسوا الكلفتاه والقباء‏.‏

وكثير من الناس لم يتناول في هذه السنة من إقطاعه شيئًا‏.‏

فلما جاء النيل ووقع أوان التخضير تعذر وجود الرجال فلم يخضر إلا نصف الأراضي ولم يوجد أحد ليشتري القرط الأخضر ولا من يربط عليه خيوله‏.‏

وترك ألف وخمسمائة فدان براسيم بناحية ناي وطنان وآنكسرت البلاد التي بالضواحي وخربت‏.‏

وخلت بلاد الصعيد مع آتساع أرضها بحيث كانت مكلفة مساحة أرض أسيوط تشتمل على ستة آلاف نفر يؤخذ منها الخراج فصارت في سنة الوباء هذه تشتمل على مائة وستة عشر نفرًا‏.‏

ومع ذلك كان الرخاء موجودًا وآنحط سعر القماش حتى بيع بخمس ثمنه وأقل ولم يوجد من يشتريه‏.‏

وصارت كتب العلم ينادى عليها بالأحمال فيباع الحمل منها بأرخص ثمن‏.‏

وانحط قدر الذهب والفضة حتى صار الدينار بخمسة عشر درهمًا بعد ما كان بعشرين‏.‏

وعدمت جميع الصناع فلم يوجد سقاء ولا بابا ولا غلام‏.‏

وبلغت جامكية الغلام ثمانين درهمًا عنها خمس دنانير وثلث دينار فنودي بالقاهرة‏:‏ من كانت له صنعة فليرجع إلى صنعته وضرب جماعة منهم‏.‏

وبلغ ثمن راوية الماء ثمانية دراهم لقلة الرجال والجمال وبلغت أجرة طحن الإردب القمح دينارًا‏.‏

ويقال‏:‏ إن هذا الوباء أقام يحور على أهل الأرض مدة خمس عشرة سنة‏.‏

قلت‏:‏ ورأيت أنا من رأى هذا الوباء فكانوا يسمونه الفصل الكبير ويسمونه أيضًا بسنة الفناء وقد أكثر الناس ذكر هذا الوباء في أشعارهم فمما قاله شاعر ذلك العصر الشيخ جمال الذين محمد بن نباتة‏:‏ سر بنا عن دمشق يا طالب العي - - ش فما في المقام للمرء رغبه رخصت أنفس الخلائق بالطا - - عون فيها فكل نفس بحبه وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي وأكثر في هذا المعنى على عادة إكثاره فمما قاله في ذلك‏:‏ رعى الرحمن دهرًا قد تولى يجازي بالسلامة كل شرط وكان الناس في غفلات أمر فجا طاعونهم من تحت إبط وقال أيضًا‏:‏ قد قلت للطاعون وهو بغزة قد جال من قطيا إلى بيروت أخليت أرض الشام من سكانها وأتيت يا طاعون بالطاغوت وقال الشيخ بدر الدين حسن بن حبيب الحلبي في المعنى من قصيدة أولها‏:‏ إن هذا الطاعون يفتك في العا - - لم فتك امرىء ظلوم حسود ويطوف البلاد شرقًا وغربا ً ويسوق الخلوق نحو اللحود ولزين الدين عمر بن الوردي في المعنى‏:‏ كم سيئات وكم خطايا نادى عليكم بها المنادي وقال أيضًا‏:‏ حلب - والله يكفي شرها - أرض مشقه أصبحت حية سوء تقتل الناس ببزقه ولابن الوردي أيضًا‏:‏ إن الوبا قد غلبا وقد بدا في حلبا قالوا له على الورى كاف ورا قلت وبا وقال أيضًا‏:‏ سكان سيس يسرهم ما ساءنا وكذا العوائد من عدو الدين الله ينفذه إليهم عاجلًا ليمزق الطاغوت بالطاعون وقال الأديب جمال الدين إبراهيم المعمار في المعنى‏:‏ قبح الطاعون داء فقدت فيه الأحبه بيعت الأنفس فيه كل إنسان بحبه وله أيضًا في المعنى‏:‏ قد رخص الموت على أهله ومات من لا عمره ماتا ثم أخذ الوباء يتناقص في أول المحرم من سنة خمسين وسبعمائة‏.‏